الأخبار

مهرجان تضامني مع سورية في أبخازيا.الرئيس الأبخازي لـ سانا: ندعم سورية في حربها ضد الإرهاب

مهرجان تضامني مع سورية في أبخازيا.الرئيس الأبخازي لـ سانا: ندعم سورية في حربها ضد الإرهاب

29.11.2016

أكد الرئيس الأبخازي راؤول خادجيمبا دعم بلاده وتضامنها مع سورية في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب الدولي.

وقال خادجيمبا في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو وذلك في العاصمة الأبخازية سوخومي.. إن “الحرب الإرهابية التي تشن على سورية لا بد وأن تنعكس آثارها على أبخازيا لأننا مرتبطون وتوحدنا قضايا الحرب والسلام والشتات الأبخازي في سورية ومن المهم بالنسبة لنا أن يحل السلام في ربوع سورية لأنه إذا استمر الوضع الحالي وإذا حققت القوى التي تقف وراء هذه الحرب أهدافها فليس من المستبعد أن ينتقل ذلك ليشمل مناطق أخرى وليس بمقدور أحد تقديم ضمانات لنا بأن ذلك لن يشمل أبخازيا ودولا أخرى”.

وشدد خادجيمبا على أن أهم السبل لحل الأزمة في سورية يتمثل في عدم التدخل في شؤونها الداخلية وإعطاء الحق للشعب السوري في حل جميع المسائل المتعلقة بحاضره ومستقبله وقال.. إن “الجميع يعرفون أن السلام كان يعم سورية قبل الأحداث الحالية وكانت الحياة هادئة وطبيعية ولكن ربما كانت هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى نقاش كما في جميع دول العالم ولكن ذلك ليس ذريعة للتدخل من قبل الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية لدعم هذه الجهات أو تلك لتقويض بنية الدولة السورية وأكرر أنه ليس من شك في أن إتاحة الفرصة أمام الشعب السوري لحل قضاياه بنفسه هي وحدها المؤهل للخروج من هذه الأزمة”.

وحول الدور الذي تقوم به روسيا تجاه الأزمة في سورية أكد الرئيس الأبخازي أن العلاقات الروسية السورية اليوم هي مثال على العلاقات الدولية المبنية على احترام السيادة وحقوق الشعوب بعيدا عن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول مشيرا إلى أن “روسيا وحدها هي التي تتحدث عن ضرورة توفير الظروف للحوار بين السوريين… وأنا على ثقة بأن الأزمة في سورية سيجري حلها بمساعدة روسيا وغيرها من الدول الصديقة المستعدة للوقوف إلى جانب سورية وشعبها”.

ونوه خادجيمبا بالدور الروسي في القضايا الدولية وخصوصا في أبخازيا وسورية حيث تبذل جهودا من أجل صيانة استقلال الدول ووحدة أرضيها إضافة إلى الجهود الروسية الهادفة في نهاية المطاف إلى صيانة السلام في العالم وتهيئة الظروف المناسبة لذلك لافتا إلى أن “الغرب يرد في مقابل ذلك على روسيا بالعقوبات وخلق مشاعر العداوة والكراهية وهذا عمل غير إنساني وهو موجه بالفعل لتهديم أسس الدولة”.

وبخصوص تقييمه للمواقف الغربية العدائية تجاه سورية وروسيا أشار خادجيمبا إلى أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تتجاوز القانون الدولي وتستغله لمصالحها مضيفا.. إنه “إذا كان هذا هو القانون الدولي فلا حاجة لأحد لمثل هذا القانون ولذلك نرى حاليا كيف ينتقل مركز الثقل إلى بلدان مثل روسيا والصين وغيرهما من البلدان التي تؤيد حقوق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها”.

وفيما يخص العلاقات السورية الأبخازية قال خادجيمبا.. إن “علاقاتنا كانت تصب دوما في مجرى علاقات الصداقة والتعاون بالرغم من عدم وجود اتصالات مكثفة بيننا إلا أن ذلك لا يعني عدم الرغبة في تعزيز هذه الاتصالات كما أنه لا يعني أننا لا نشعر بوضع الشعب السوري ولا نرغب بحياة هادئة لسورية وأبخازيا ولكل دول العالم” وتابع.. إننا “على أمل في أن يحل السلام في سورية وعلى ثقة بأن الشعب السوري والقيادة السورية سوف يجدان الوقت مستقبلا للتواصل مع أبخازيا … وليس من شك في أن روسيا وأبخازيا ستسهمان في عملية توطيد وتعزيز العلاقات مع الشعب والقيادة في سورية”.

وحول تقييمه لدور المواطنين السوريين من أصول أبخازية في تعزيز أواصر الصداقة بين شعبي البلدين أوضح خادجيمبا أنه تم تشكيل لجنة حكومية تتولى العمل مع أبناء شعبنا المقيمين في مختلف بقاع العالم “وسورية هي وطن الأبخازيين المقيمين فيها ووطن أبنائهم وآبائهم وسيكون من غير الصحيح التكلم عن وجوب أن يتركوا كل ذلك ويغادروا سورية وأنا أعرف الكثيرين منهم الذين يدافعون عن سورية وليس لدي أدنى شك في وجوب تركيز جهودنا لتعزيز هذه العلاقات وتعميقها بما في ذلك عبر أخوتنا في سورية والمقيمين منهم هنا في أبخازيا وتطويرها في ظروف السلام الذي لا بد وأن يحل في الأرض السورية لذا ينبغي التفكير في كيفية تعزيز العلاقات وتوجيهها في مسار مزيد من التقارب بين الشعبين السوري والأبخازي”.

وعبر خادجيمبا عن ثقته بأن العالم سيصبح متعدد الأقطاب وسيكون عالما آخر إذ لا يمكن إدارة هذا العالم من قبل دولة واحدة وشخص واحد ولذلك فإن تغير المواقف إزاء روسيا اصبح عملية واقعية لأن الشعوب هي التي تقرر من يقودها وهي تختار اليوم رؤساء يدعون إلى تطبيع العلاقات مع روسيا وهذه بداية مشجعة تنم عن فهم عميق لضرورة حماية العالم.

وكانت العاصمة الأبخازية سوخومي شهدت مهرجانا احتفاليا حاشدا للتضامن مع سورية أقيم في إحدى الساحات المركزية للمدينة.

ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام السورية ولافتات بالعربية والأبخازية والروسية تؤيد نضال الشعب السوري ضد الإرهاب الدولي.

وقال الرئيس الأبخازي في كلمة له أمام المحتشدين.. إننا “اليوم نجتمع هنا لنبلغ شعب سورية الشقيقة دعمنا الواضح الذي لا لبس فيه” مشيرا إلى أن الحرب الإرهابية على سورية هي “نتيجة السياسات غير المسؤولة لبعض الدول بما فيها سياسة من يسمون باللاعبين الدوليين التي تعتبر عمليات تدمير الدول في المنطقة أولوية لهم تفوق مسألة التعاون مع روسيا الاتحادية وإيران والدول الأخرى التي تقود نضالا لا هوادة فيه ضد الشر العالمي المتمثل بالإرهاب”.

وأضاف الرئيس الأبخازي.. إن “مكافحة الإرهاب في سورية لا تصب فقط في مصلحة الشعب السوري وشعوب منطقة الشرق الأوسط فقط وإنما تساعد على حماية البلدان الأخرى من التهديدات الإرهابية ..ونحن في أبخازيا مقتنعون بأن العالم يجب أن يكون ممتنا لروسيا على جهودها المستمرة في التخلص من آفة الإرهاب الدولي وفي دعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فهذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على السلم العالمي لنا جميعا ولمستقبل البشرية جمعاء”.

من جانبه اعتبر سفير روسيا الاتحادية في أبخازيا سيميون غريغورييف أن “هذا الحشد الكبير من المواطنين الذين جاؤوا ليطالبوا بإحلال السلام في سورية وليعربوا عن دعمهم لنضال الشعب السوري وعن تأييدهم للسياسة التي تنتهجها روسيا الاتحادية في سورية يعد حدثا مهما لجمهورية أبخازيا” مؤكدا أن هذا اللقاء ضروري قبل أي شيء لإظهار الدعم للشعب السوري.

وأشار السفير الروسي إلى أن الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية وحلفاءهما وكل من يناضل من أجل تخليص سورية من الإرهاب “هم أيضا يناضلون من أجل حرية واستقلال أبخازيا فمن دون السلام في سورية وفي المنطقة لا يمكن أن يكون هناك سلام في أبخازيا”.

بدوره أوضح وزير خارجية ابخازيا السابق مكسيم غفينديا أن ما جرى ويجري في سورية هو مشروع غربي لخلق نموذج لـ “الفوضى الموجهة” كما أن ما يسمى “الربيع العربي” ليس إلا عملية مدبرة من الخارج لعرقلة وتعطيل مسار التنمية والتطور في العديد من بلدان المنطقة.

وشدد غفينديا على أن الدعم العلني المفضوح لما يسمى “المعارضة المعتدلة” التي تعتبر عمليا “قوى متطرفة” يدل بصورة واضحة على خلق تهديدات جديدة للسلام مشيرا إلى أنه من غير المستغرب أن يثير ما تقوم به روسيا في سورية هذا القدر من الهستيريا في العالم الغربي “علما أن روسيا توجهت إلى سورية وفق القانون الدولي وبطلب من الحكومة السورية بهدف القضاء على الفوضى المتدفقة إليها من الخارج والتي كانت نتيجة حتمية لسياسة الغرب الهوجاء الداعمة للإرهاب”.

وأشار غفينديا إلى أن المجتمع الإنساني التقدمي بأسره والذي لم تؤثر فيه الدعاية الغربية يدعو للقضاء على التحديات الإرهابية وإحلال السلام في سورية التي ينبغي أن تبقى صامدة موحدة.

من جهته قال ممثل جمهورية دونيتسك الشعبية إنه “عندما يجري الحديث عن السلام فإن أول من يحس بصدق هذه الكلمة هم أولئك الذين حملوا السلاح ولو مرة واحدة في حياتهم دفاعا عن وطنهم فهم يدركون جيدا مغزى هذه الكلمة في حالات الاعتداء على استقلال وسيادة الوطن” مؤكدا أن الحملة التي تقودها الدول الغربية ضد روسيا تعتبر دعما صريحا للإرهاب الدولي وتبريرا صارخا لاعتداءات المجموعات الإرهابية في سورية.

بدورها قالت غولي كيتشبا ممثلة الأمهات الأبخازيات في كلمتها ..إنه ما من “أحد يدرك قيمة الحياة أكثر منا نحن الأمهات ولذلك فإننا اليوم نعرب عن تضامننا مع النساء والأمهات اللواتي يفقدن أولادهن وأزواجهن في سورية” مشددة على أنه “بات واضحا أن روسيا الاتحادية تقوم بكل ما يمكن لاستعادة السلام إلى سورية فيما مصير الإرهابيين سيكون سيئا لما يرتكبونه من جرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ”.

وأكد المواطن الأبخازي العائد من سورية راسم بران أن أبناء سورية عاشوا منذ آلاف السنين أخوة متحابين بعيدين عن التطرف وبنوا أعرق الحضارات فكانت سورية بشهادة مؤرخي العالم مدرسة صدرت العلوم والآداب إلى جميع أصقاع الأرض مشيرا إلى أنه من الصعب تصور الوحشية واللاإنسانية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية التكفيرية ضد السوريين بمختلف انتماءاتهم.

وفي ختام المهرجان أصدر المشاركون بيانا دعوا فيه ممثلي الشعب الأبخازي وشعوب منطقة القوقاز في الشتات وفي سورية “للقيام بفعاليات داعمة لكفاح الشعب السوري ضد الإرهاب”.

وعبر المشاركون وفق البيان عن التقدير لدور روسيا الاتحادية بدعم سورية في مكافحة الإرهاب الدولي داعين الأمم المتحدة لاتخاذ قرار يؤكد الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وعلى الحل السياسي للأزمة فيها استنادا إلى القرارات الدولية ذات الصلة وتكثيف الجهود لحل القضايا الإنسانية.

في سياق متصل وضمن فعاليات التضامن مع سورية نظم معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية أبخازيا طاولة مستديرة دولية بالعاصمة سوخومي بعنوان “سورية البعيدة والقريبة” شارك فيها مسؤولون ونواب في البرلمان الأبخازي ودبلوماسيون وإعلاميون وباحثون وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية.

واعتبر وزير خارجية أبخازيا داؤور كوفي خلال مشاركته بالفعالية أن الأزمة في سورية هي اليوم مركز اهتمام السياسة العالمية وإيجاد حل سياسي لها يسهم في ضمان الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط القريبة من جنوب القوقاز.

وأوضح كوفي أنه لا وجود اليوم واقعيا لدولة واحدة في العالم بمنأى عن خطر استشراء الإرهاب الدولي مشددا على أن هذا التحدي العالمي الشامل يتطلب جهودا متضافرة من جانب الدول الأساسية والأسرة الدولية بأسرها منوها بالدور الذي تضطلع به روسيا الاتحادية لحل الأزمة في سورية.

بدوره لفت مدير معهد الدراسات الاستراتيجية اوليغ دامينا إلى أن “مشاعر التضامن التي يبديها المجتمع الأبخازي مع الشعب السوري تملك جذورا عميقة لأن سورية ليست مجرد دولة قريبة منا فحسب بل هي مهد الحضارة البشرية ومارست تأثيرا على أبخازيا ومنطقة القوقاز بمجملها وكانت بمثابة الدولة الأم للكثير من البلدان والشعوب” مشددا على أن المجتمع الأبخازي يعرب عن دعمه للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب الدولي ومن أجل صيانة قيمه السامية وحقوقه في الحفاظ على سيادة دولته.

وأشار دامينا إلى أن “ما يجري في سورية هو نتيجة لتصدير الولايات المتحدة الأزمات والفوضى الموجهة والحرب الإعلامية تحت ذريعة التغيير الديمقراطي وحقوق الإنسان من أجل تنفيذ أهدافها ومصالحها المغرضة والأنانية” لافتا إلى أنه خلافا لما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها تعمل روسيا للحفاظ على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها انطلاقا من مبادئ القانون الدولي والأسس الحقوقية والأخلاقية التاريخية للبشرية وهي تساعد سورية في التصدي لقوى الهيمنة الغربية.

من جانبه قال سفير روسيا الاتحادية لدى جمهورية أبخازيا .. “إن سورية هي الموضوع الأهم والأكثر إلحاحا في جدول الأعمال الدولي اليوم حيث تتصدى لسياسة الهيمنة الأمريكية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واستخدام ما يسمى بـ “الفوضى الموجهة” ” مؤكدا أن ما تفعله روسيا في سورية يخدم مصالح الشعب الروسي لأن روسيا تكافح الإرهاب عند التخوم البعيدة لحدودها حماية لأمنها القومي.

ومن جهته قال مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو الدكتور فهد كم نقش إن الشعب والحكومة السورية مصممان على القضاء على الإرهاب الدولي واجتثاث الإرهابيين مبينا أن الأزمة في سورية ما كانت لتستمر لهذه السنوات الطويلة لولا التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وبالدرجة الأولى من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين وبصورة خاصة بريطانيا وفرنسا والكيان الإسرائيلي وتركيا والسعودية وقطر التي ترعى الإرهابيين وتمدهم بالمال والسلاح.

وأشار كم نقش إلى أن سورية تحارب اليوم الإرهاب الدولي نيابة عن العالم كله وهي ستنتصر حتما بفضل صمود شعبها وبسالة جيشها وبمساندة ومساعدة أصدقائها وحلفائها الصادقين وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية وإيران وكل القوى الشريفة في جميع قارات العالم.

ومن ناحيتهم أشار عدد من المشاركين بالطاولة المستديرة إلى أن هناك روابط تاريخية وثقافية كثيرة بين سورية وأبخازيا موضحين أن جرائم الإرهابيين لا تقتصر على سورية فقط بل تهدد الأسرة الدولية بمجملها.

وأصدر المشاركون بيانا ختاميا أكدوا فيه أن الإرهاب في سورية يهدد البشرية جمعاء وأن الأزمة فيها تتطلب حلا سياسيا عن طريق الحوار مع التشديد على الدور الأساسي الذي تضطلع به روسيا لإحلال السلام في سورية.

وأشار البيان إلى دور وسائل الإعلام التي تستخدمها الأوساط الحاكمة في الغرب “كأداة للتلاعب بوعي الجماهير في العالم أجمع ومحو الحدود بين الحقيقة والكذب” مشددا على أن أبخازيا تشاطر الشعب السوري آلامه وتدعمه في نضاله العادل من أجل صيانة وسلامة دولته ووحدتها والحفاظ على سيادتها.