الأخبار

لماذا استقلال أبخازيا هو الحل الأمثل، من وجهة نظر جورج هيويت الأستاذ في جامعة لندن للدراسات الشرقية و الأفريقية

لماذا استقلال أبخازيا هو الحل الأمثل، من وجهة نظر جورج هيويت الأستاذ في جامعة لندن للدراسات الشرقية و الأفريقية

11.10.2013

لمحة تاريخية 
 
يقدر بأن أول قرى قامت في أبخازيا تعود إلى الألفية الرابعة ق م، أتت هذه القبائل الآرية (التي دعاها علماء الآثار بـ "الكارتفيليين الأوائل") إلى المنطقة خلال الفترة واستقرت على ساحل البحر الأسود. قبل الألفية الثانية ق م، تعرضت أبخازيا لعدة هجومات من قبل بدو آسيا الوسطى، الحثيون، الكلت، الميديون الفرس.في هذه السنوات شكل الكارتفيليين الأوائل ثلاث مجموعات عرقية، السفانيون، الزانيون، والكارتفيليون الشرقيون. حيث سكن السفانيون أبخازيا، الكارتفيليين سكنوا ما يدعى اليوم بجورجيا، وتوزع الزانيون في أنحاء مقاطعة مينغريليا وعلى ساحل البحر الأسود الممتد حتى تركيا.
 
مملكة كولخيس
 
في القرن السادس - التاسع قبل الميلاد كان إقليم أبخازيا المعاصر جزء من المملكة الجورجية القديمة كولخيس (كولخا) التي كانت معظم أراضيها مأهولة من قبل السفانيين والزانيين. تحت حكم كولخيس، هاجم العديد من اليونانيين إليها، الذين استقروا في مستعمرات في المنطقة الساحلية، وأنشؤوا بعض المدن مثل بيتيوس، ديوسكوري وفاسيس، المعروفة اليوم بأسماء بيتسوندا، سوخومي وبوتي.
منذ عام 653 ق م، تعرضت كل من كولخيس وإبيريا لعدة محاولات غزو من قبل الإمبراطورية الفارسية. كان للإمبراطورية المقدونية أثر كبير على القوقاز على الرغم من عدم تواجدها مطلقاً فيها. سرعان ما أصبح هناك تأثير هيلينستي ثقافي كبير على أبخازيا مما جعل الإغريقية تكون لغة رسمية في المنطقة إلى حد ما.
أدى سقوط إمبراطورية الإسكندر الأكبر الهليلينستية إلى حدوث فترة طويلة من الفوضى والتوتر. مثال على ذلك، إنشاء ميثراداتس الأول مملكة بونتوس عام 302 ق م، على شواطئ البحر الأسود التركية. في بداية بداية العام 120 ق م، بدأ ميثراداتس السادس بغزو كولخيس. في تلك السنوات تحالف ميثراداتس مع مملكة أرمينيا لردع غزو الإمبراطورية الرومانية بقيادة بومبيوس الكبير. أصبحت أبخازيا في ذلك الوقت مسرحاً قتالياً دموياً حتى سقوط بونتوس في 63 ق م.
 
 
لازيكا
 
دمرت مملكة كولخيس تماماً، ثم أتى الحكم الروماني ليوجد مملكة جديدة باسم لازيكا (إيغريسي)، ثم بدأت عملية التحويل إلى الثقافة الإغريقية (عملية مشابهة لعملية التتريك التي بدأتها الدولة العثمانية ضد البلدان العربية) مع مجيء ألكسندر الكبير إلى المنطقة. بالرغم من الصراع الطويل الذي قام بين الرومان البارثينيون للسيطرة على المنطقة، ظلت المنطقة نشطة وعاشت لازيكا في سلام مريح.
كجزء من من الإمبراطورية البيزنطية، حصلت لازيكا على بعض من الاستقلال الذاتي أدى إلى نشأة مملكة لازيكا-إيغريسي. كان انتشار المسيحية في هذا الوقت بالغ الأهمية، حيث أعلنت في السنة 523 أن المسيحية الأرثوذكسية الدين الرسمي للدولة.
بعد عدة سنوات من الحكم الذاتي، أعيد ضم أبخازيا إلى الإمبراطورية البيزنطية في 562، حيث عاشت لازيكا فترة راحة وسلام دامت أكثر من 150 عام.
 
مملكة أبخازيا
في 656، قامت القوات العربية تحت إمرة الخلافة الأموية باحتلال الممالك المسيحية في القوقاز، في حين أن لازيكا قاومت. حرض قيام إمارة تيفليس سكان مملكة إيبيريا المدمرة الهجرة إلى الغرب، فأصبحت لازيكا المسكونة أصلاً من قبل السفانيين والزانيين مليئة بالجورجيين.
في 767، قام أكرونتوس (حاكم في الإمبراطورية البيزنطية) بطرد القوات البيزنطية وإعلان استقلال مملكة إيغريسي، حيث حكم مملكة أبخازيا الجديدة تحت اسم الملك ليون الأول الأبخازي. كانت العاصمة كوتايسي، ومع أن البعض قام بخلط أبخازيا مع بيزنطة، لكن قامت أبخازيا عبر السنين بإزالة بقايا الإمبراطورية السابقة واستبدلتها بالعادات الجورجية. مثال على ذلك، قام خلاف بين ليون الأول وأبرشية القسطنطينية، التي أدت إلى تحول أبخازيا إلى الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية.
أدى هزيمة العرب إلى تشكيل دول جديدة في القوقاز. في القرن العاشر، قام ملك تاو-كلارجيتي ديفيد بغزو إمارة كارتلي. في 975، ترك ديفيد حكم كارتلي لابنه تحت اسم باغرات الثالث. بعد موت ثيودوسيوس الثالث الأعمى في 978، أعطي الُملك إلى باغرات أبخازيا، خليفة وابن أخ الملك المتوفي. بعد موت ديفيد في 1001، أصبح باغرات الثالث ملك في تاو-كلارجيتي، وفي 1008، ملك كاخيتي وإيريتي، فأصبح ملك جورجيا، حيث لم تكن فقط تبليسي والجزء الجنوبي من تاو جزءاً من المملكة الجديدة.
 
مملكة جورجيا
منذ منتصف القرن الحادي عشر، دمرت الغزوات السلجوقية التركية مملكة جورجيا. هزمت القوات الأرمنية والجورجية والبيزنطية هزيمة ساحقة على يد المسلمين في معركة ملاذكرد في 1071، مما أدى إلى غزو وتدمير معظم مملكة جورجيا على يد السلاجقة. فقط أبخازيا هي التي نجت من الغزو وأصبحت ملجأ للجورجيين الهاربين من تلك الكارثة. في الوقت نفسه، أدت الفوضى التي يعانيها البلد إلى انبثاق أفكار انفصالية سفانية ساهمت بشن هجوم ضد أبخازيا. بالرغم من قدرة الملك جورج الثاني على قمع الثورة، أدى ضغط محاولة إبقاء البلاد موحدة إلى تخلي الملك عن عرشه في 1089.
نجح خليفة جورج الثاني ديفيد الرابع في إبعاد خطر الغزو العربي. خلال الحملة الصليبية الأولى وباستخدام أبخازيا كمكان للقيادة، استطاع ديفيد أن يسترجع جزءاً من جورجيا، حتى تمت هزيمته بشكل نهائي من قبل السلاجقة في معركة ديدغوري، في 12 أغسطس 1121. خلال حكمه، استطاع ديفيد الرابع أن يجعل من جورجيا قوة إقليمية وبدأ العصر الذهبي للمملكة. بلغت هذه الفترة ذروتها في عهد الملكة تامار. بين 1194 و1204، توسعت جورجيا نحو الجنوب باحتلال أراض أرمنية وأخرى إيرانية حتى مدينة تبريز، وأنشأ إمبراطورية طرابزون.
تطور الأدب والفن عبر السنين وأصبحت أبخازيا إحدى مقاطعات مملكة جورجيا الكبرى. لكن غزو المغول أنهت العصر الذهبي للملكة في القرن الثالث عشر.
وقعت جورجيا في أزمة تحت حكم المغول، وانقسمت المملكة إلى دويلات عدة. في 1260، تحت حكم الملك ديفيد السادس، أنشئت مملكة إيميريتي، التي كانت جزءاً من جورجيا. ضمت إيميريتي الجزء الغربي من جورجيا وأبخازيا مغطية منغريليا وغوريا. في 1455، أعلنت المملكة استقلالها التام عن جورجيا، حيث قسمت جورجيا غلى ثلاث دول، فكانت الدولتين الأخرىتين كارتلي وكاخيتي. منذ ذلك الوقت، أصبحت أبخازيا ساحة الصراع بين الجورجيين، فارس، روسيا والإمبراطورية العثمانية. بين 1478 و1483، أنشئ حكم كاخيتي في أبخازيا، لكنه انتهى بشكل سريع.
في 1578، دخل العثمانيين المنطقة وأنشؤوا ولاية تابعة لهم في أبخازيا. وبالرغم من وجود حركة لنشر الإسلام وجعل الدولة إسلامية، ظلت المسيحية المسيطرة، يعود جزء من ذلك للدعم والتأثير الروسي منذ القرن الثامن عشر. خلال هذه السنوات، كبرت الحركة الإسلامية، مما أدى إلى انفصال الأبخاز إلى مسلمين ومسيحيين.
 
أبخازيا داخل الامبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي
في بداية القرن التاسع عشر عندما تصارع العثمانيون والروس من أجل السيطرة على المنطقة، تبدل رؤساء أبخازيا ذهاباً وإياباً تبعاً للانقسام الديني. قام كيلاش بك بأول محاولة لإنشاء علاقة مع روسيا في عام 1803 وكان ذلك بعد فترة قصيرة من دمج جورجيا الشرقية في محاولة لتوسيع الامبراطورية القيصرية (1801). لكن الاتجاه الموالي للحكم العثماني كان هو الغالب لفترة قصيرة بعد اغتيال كيلاش بك على يد ابنه أصلان بك في 2 مايو 1808. وفي الثاني من يوليو عام 1810، اقتحمت مشاة البحرية الروسية سوهوم كالي واستبدلت اصلان بك بأخيه الأصغر المنافس له سيفر علي بك (1810-1821)، والذي اعتنق المسيحية واطلق على نفسه اسم جورج. وانضمت أبخازيا إلى الإمبراطورية الروسية كمقاطعة مستقلة. ومع ذلك فقد كان حكم جورج - مثله في ذلك مثل خلفائه - مقتصرا على سوهوم-كالي ومنطقة بزيب. قامت الحرب الروسية التركية التالية بتعزيز المناطق الروسية بقوة، مما أدى إلى مزيد من الانقسام بين النخبة في أبخازيا خاصة الانقسامات الدينية. أثناء حرب القرم (1853-1856)، اضطررت القوات الروسية للجلاء عن أبخازيا، واتجه الأامير مايكل (1822-1864) إلى العثمانيين. لكن فيما بعد تم تعزيز التواجد الروسي كما أن مرتفعات القوقاز الغربية خضعت وأخيراً لروسيا في عام 1864. لم تعد القيصرية الروسية بحاجة لاستقلال أبخازيا الذاتي وانتهى حكم الشيرفاشيدز؛ في نوفمبر 1864، وأجبر الأمير مايكل على التخلي عن حقوقه والإقامة فيفرونزه. تم إدراج أبخازيا في الإمبراطورية الروسية كمقاطعة عسكرية خاصة بسوهوم- كالي والتي تحولت في 1883 إلى أوكروج كجزء من كواتيس غوبرنيه. قامت أعداد كبيرة من المسلمين الأبخازيين - الذين يقال أنهم يشكلون 40% من نسبة الأبخاز، وذلك على الرغم من أن هذه التقارير ليس جديرة بالثقة - بالهجرة إلى الإمبراطورية العثمانية فيما بين عامي 1864 و1878 مع سائر السكان المسلمين في القوقاز في عملية تعرف باسم مهاجيريزم.
مناطق واسعة من المنطقة تركت غير مأهولة، كما هاجر العديد من الأرمن والجورجيين والروس وغيرهم في ما بعد إلى أبخازيا معيدين توطين جزء كبير من الأراضي التي تركوها. ووفقا للمؤرخين الجورجيين فإن القبائل الجورجية (المنجرليون والسفانيين) سكنوا أبخازيا منذ عهد مملكة كولخيس.وبعض العلماء الجورجيين أدعوا أن الأبخاز منحدرين من قبائل شمال القوقاز التي هاجرت إلى أبخازيا من جهة الشمال من جبال القوقاز واندمجت هناك مع السكان الجورجيين الموجودين. لكن هذه النظرية لا تحظى بتأييد كبير بين معظم الأكادميين الأبخاز.
 
أدت الثورة الروسية لسنة 1917 إلى قيام جورجيا المستقلة (التي تضم أبخازيا) في عام 1918. كانت هناك بعض المشاكل التي واجهت حكومة منشفيك الجورجية في معظم المناطق بالرغم من الحكم الذاتي المحدود الممنوح للمنطقة. في عام 1921 قام الجيش الأحمر البلشيفي بغزو جورجيا منهياً بذلك استقلالها قصير الأمد. وقامت أبخازيا كجمهورية سوفيتية اشتراكية (جمهورية أبخازيا السوفيتية الاشتراكية) مع المركز الغامض للمعاهدة الجمهورية المتعلقة بجمهورية جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية. في عام 1931، جعلها ستالين جمهورية ذات حكم ذاتي (الجمهورية الأبخازية الاشتراكية السوفياتية المستقلة ذاتياً أو باختصار أبخاز ASSR) بداخل جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفيتية. بالرغم من حكمها الذاتي الاسمي، كانت معرضة لحكم مباشر قوي من السلطات المركزية السوفيتية. شجع كل من لافرينتي بيريا وستالين الهجرة من جورجيا إلى أبخازيا، وقبل الكثيرين العرض واستوطنوا هناك. كما انتقل الروس إلى أبخازيا بأعداد كبيرة. في وقت لاحق، من الخمسينيات والستينيات، شجع وموَل فازجين الأول والكنيسة الأرمينية الهجرة الأرمينية إلي أبخازيا.[بحاجة لمصدر] حاليا، الأرمن هم ثاني أكبر مجموعة أقلية في أبخازيا (يشابه لحد قريب الجورجيين)، بالرغم من تناقص أعدادهم بشكل كبير من 77,000 في إحصاء عام 1989 إلي 45,000 في إحصاء عام 2003 (أنظر الديموغرافيا).
انتهى اضطهاد الأبخاز بوفاة ستالين وإعدام بيريا، وتم إعطاء دور أكبر للأبخاز في حكم الجمهورية. كما هو الحال في معظم الجمهوريات المستقلة الأصغر، شجعت الحكومة السوفياتية تنمية الثقافة والأدب بشكل خاص. تم تخصيص حصص عرقية لأسباب بيروقراطية محددة، بإعطاء الأبخاز درجة من السلطة السياسية التي لا تتناسب مع كونهم أقلية في الجمهورية. وهذا فسره البعض بأنه "فرق تسد" السياسة التي من خلالها تم إطاء النخبة المحلية نصيب من السلطة في مقابل دعم النظام السوفيتي.في أبخازيا كما في أماكن أخرى، أدت جماعات عرقية أخرى - وفي تلك الحالة، استاء الجورجيين من ما إعتبروه تمييز ظالم، وبالتالي أثار الفتنة الطائفية في الجمهورية.
 
أبخازيا في الحقبة الجورجية بعد السوفييتية
كما بدأ الاتحاد السوفيتي في التفكك في نهاية الثمانينات، ازدادت التوترات العرقية بين الأبخاز والجورجيين أمام حركات جورجيا نحو الاستقلال. عارض العديد من الأبخاز هذا، خوفا من أن وجود جورجيا مستقلة من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على استقلال أبخازيا، وناقشوا بدلاَ من ذلك استقلال أبخازيا كجمهورية سوفيتية اشتراكية بحد ذاتها. تحول ذلك النزاع إلى أعمال عنف في 16 يوليو 1989 في سوخومي. ويقال أن ستة عشر جورجي لقوا مصرعهم وجرح 137 آخرين عندما حاولوا الالتحاق بجامعة جورجية بدلاً من جامعة أبخازية. بعد عدة أيام من العنف، استعادت القوات السوفياتية النظام في المدينة وألقت اللوم على القوات الشبه عسكرية الوطنية المعادية لإثارة المواجهات. في مارس 1990، أعلنت جورجيا سيادتها الخاصة، مخالفة بذلك المعاهدات السوفيتية الموضوعة في 1921، مما كان خطوة نحو الاستقلال التام. قاطعت جمهورية جورجيا استفتاء 17 مارس 1991 الذي جرى في كل الاتحاد داعياً إلى التجديد الاتحاد السوفياتي الذي دعا إليه ميخائيل غورباتشوف - ولكن 52.3 ٪ من سكان أبخازيا (تقريبا كل العرق الغير جورجيين) شاركوا في الاستفتاء والتصويت بأغلبية ساحقة (98.6 ٪) للحفاظ على الاتحاد. قاطعت معظم الأعراق الغير جورجية فيأبخازيا في وقت لاحق في 31 مارس مذكرة الاستقلال الجورجي، والذي أيده أغلبية هائلة من سكان جورجيا. في غضون أسابيع، أعلنت جورجيا استقلالها في 9 أبريل 1991، من قبل المنشق السوفياتي السابق زفياد جامساخورديا. تحت حكم جامساخورديا، كان الوضع هادئاW نسبياW في أبخازيا، وسرعان ما تم التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة بين الفصائل الأبخازية والجورجية، ومنح الأبخاز تمثيل زائد في الهيئة التشريعية المحلية.
ولكن سرعان ما تم تحدي حكم جامساخورديا من قبل مجموعات معادية التي كانت تحت قيادة تينجيز كيتوفاني، والذي أجبره علي الهروب من البلاد في انقلاب عسكري في يناير 1992. حل وزير الخارجية السابق السوفييتي ومصمم تفكك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إدوارد شيفرنادزه محل جامساخورديارئيساً، وورث الحكومة التي تهيمن عليها المتشددين الجورجية الوطنيين. لم يكن ذو قومية عرقية ولكنه تجنب أن يتم اعتباره موالي للشخصيات المهيمنة في إدارته وقادة الانقلاب الذين أتوا به إلى السلطة.
في 21 فبراير 1992، أعلن المجلس العسكري الحاكم إلغاء دستور الحقبة السوفيتية واستعادة دستور 1921 الخاص بجمهورية جورجيا الديمقراطية. فسر الكثير من أبخازيا ذلك بوصفه إلغاء الحكم الذاتي، رغم أن دستور 1921 تضمن النص على الحكم الذاتي في المنطقة.[13] وفي 23 يوليو 1992، أعلنت فصائل الأبخاز في المجلس الأعلى للجمهورية استقلالها الفوري عن جورجيا، على الرغم من أن الجلسة تم مقاطعتها من نواب العرق الجورجي حيث لم تتعرف جورجيا على استقلال أبخازيا. أطلقت القيادة الأبخازية حملة طرد المسؤولين الجورجيين من مكاتبهم، وهي عملية كانت مصحوبة بعنف. في غضون ذلك، قام الزعيم الأبخازي فلاديسلاف أردزينبا بتكثيف علاقاته مع المتشددين السياسين الروس ونخبة من العسكريين، وأعلن استعداده للحرب مع جورجيا
 
الحرب الأبخازية
 
في أغسطس 1992، اتهمت الحكومة الجورجية أنصار جامساخورديا باختطاف وزير داخلية جورجيا، وأخذه كأسير في أبخازيا. الحكومة الجورجية أرسلت 3،000 من قوات إلى المنطقة ،لاستعادة النظام.[15] كان الأبخاز غير مسلحين نسبياً في ذلك الوقت وتمكنت القوات الجورجية من الدخول إلي سوخومي بمقاومة قليلة نسبياً، وترتب علي ذلك اشتباكات عرقية علي أساس السلب والنهب والجرائم والاعتداءات. تم إجبار القوات الأبخازية إلى التراجع إلى غودوتا وتكفارشيلي.
قوبلت هزيمة القوات العسكرية الأبخازية برد عدائي من قبل كونفدرالية شعوب جبال القوقاز الذي نصب نفسه كقوات حماية للحركات الموالية لروسيا في شمال القوقاز وضمت هذه القوى الشركس والأباظة والشيشانيون والقوزاق والأوسيتيون ومئات المتطوعين من القوات الروسية الشبة عسكرية، بما فيهم الذي لم يكن معروفاً آنذاك شامل باساييف - الزعيم اللاحق لحركة معادية لموسكو وتعد الانفصال الشيشاني عنها - أي جانب الانفصاليين الأبخاز ليحاربوا الحكومة الجورجية. كما قيل أيضاً أن القوات الروسية تحالفت مع الانفصاليين. في سبتمبر، شنّ الأبخاز والقوات الشبة عسكرية الروسية هجوما كبيرا ضد غاغرا بعد كسر وقف إطلاق النار، مم أدى غلى خروج القوات الجورجية من مساحات واسعة في الجمهورية. اتهمت حكومة شيفرنادزه روسيا بالقيام بدعم عسكري سري للمتمردين بهدف "الانفصال عن جورجيا بحدودها الإقيليمية والأراضي الحدودية الروسية-الجورجية". وانتهى عام 1992 بسيطرة المتمردين على جزء كبير من شمال غرب أبخازيا من سوخومي.
توقف القتال حتى يوليو 1993، عندما شن الجنود الانفصاليين الأبخاز هجوماً على سوخومي التي يسيطر عليها الجورجيين بهدف أسقاط النظام الجورجي. قاموا بحصار وقصف العاصمة بكثافة، حيث كان شيفرنادزه أسيراً. وافقت الأطراف المتحاربة على الهدنة التي توسطت فيها روسيا في سوتشي في نهاية يوليو، ولكن الهدنة انهارت في منتصف سبتمبر 1993 بعد أن جدد الأبخاز الهجوم. بعد عشرة أيام من القتال العنيف، تم احتلال سوخومي من قبل القوات الأبخازية في 27 سبتمبر 1993. نجا شيفرنادزه من الموت باًعجوبة بعد أن تعهد بالبقاء في المدينة مهما حدث. أُجبر على الفرار عندما أطلق القناصين الانفصاليين النار على الفندق الذي كان يقيم به. ارتكب الأبخاز والجنود الشمال القوقازيين وحلفائهم من المتشددين العديد من الأفعال الوحشية ضد ما تبقى في المدينة من أصل جورجي، في ما سمي بمجزرة سوخومي. استمرت عمليات القتل الجماعي والدمار لمدة أسبوعين، مما أسفر عن آلاف القتلى والمفقودين.
وقد اجتاحت القوات الأبخازية بسرعة بقية أبخازيا كما واجهت الحكومة الجورجية تهديد ثاني: انتفاضة من مؤيدي زفياد جامساخورديا المخلوع في منطقة منغريليا (ساميجريليو). أدت الهزيمة الجورجية إلى فرار معظم أصحاب العرق الجورجي من المنطقة، هاربين من التطهير العرقي الذي بدأه المنتصرين. مات عدة آلاف - تم تقديرهم بين 10.000 و30.000 من الأصول الجورجية وهلك 3.000 من الأصول الأبخازية - ونحو 250.000 من الأشخاص (أغلبهم جورجيين) تم نفيهم.
خلال الحرب، تم الإبلاغ عن انتهاكات لحقوق الإنسان من كلا الجانبين (انظر تقرير مراقبة حقوق الإنسان). في المرحلة الأولى من الحرب ،أُتهمت القوات الجورجية بارتكاب عمليات نهب  وجرائم بهدف تخويف، سرقة وإبعاد الأبخاز عن ديارهم. في حين اتهمت جورجيا القوات الأبخازية وحلفائها لقيامهم بتطهير عرقي مقصود للجورجيين في أبخازيا، والذي تم أيضا التعرف عليها من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي (OSCE) ومؤتمر القمة في بودابست (1994) ولشبونة (1996) وإسطنبول (1999). وافق مجلس الامن الدولي في سلسلة من القرارات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار وأدان سياسة التطهير العرقي الأبخازية.
من بين 200،000 إلى 240،000 من اللاجئيين الجورجيين، نحو 60،000 منهم عادوا بمحض إرادتهم إلى أبخازيا في مقاطعة غالي بين عامي 1994 و1998، ولكن شُرد عشرات الآلاف مرة أخرى عندما استؤنف القتال في مقاطعة غالي في عام 1998. ومع ذلك، من 40،000 إلى 60،000 لاجئ قد عاد إلى المقاطعة منذ عام 1998، بما في ذلك الأشخاص الذين قطعوا خط وقف إطلاق النار، وهؤلاء المهاجرون الموسميين وفقا للدورات الزراعية. ظلت حالة حقوق الإنسان غير مستقرة لبعض الوقت في جورجيا والمناطق الآهلة بالجورجيين في مقاطعة غالي. وقد دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بلا جدوى السلطات الأبخازية الحالية "على الامتناع عن اتخاذ تدابير لا تتفق مع حق العودة ومع المعايير الدولية لحقوق الإنسان مثل تشريع التمييز العنصري... [و] ليتعاونوا في إنشاء مكتب دائم لحقوق الإنسان في غالي ليقروا بالسياسات المدنية للأمم المتحدة بدون المزيد من التأخير". كبار المسئولين من منطقة غالي تقريبا كانوا من أصول أبخازية، بالرغم من أن الموطفين المساعدين من أصول جورجية
 
أبخازيا بعد الحرب
 
تم إجراء انتخابات رئاسية في 3 أكتوبر 2004 في أبخازيا، كان من الواضح أن روسيا تؤيد راؤول خادجيمبا رئيس الوزراء المدعوم من قبل الرئيس الانفصالي المعتل المنتهية ولايته فلاديسلاف أردزينبا. ملصقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع خادجيبما، الذي مثله مثل بوتين كان يعمل مستشاراً في المخابرات الرسمية، كانت في كل مكان في سوخومي. النواب في البرلمان الروسي والمطربين الروسي بقيادة جوزيف كوبوزون وهو نائب ومطرب شعبي، حضروا إلى أبخازيا لحملة خادجيبما.
إلا أن راؤول خادجيمبا خسر الانتخابات أمام سيرغيه باغابش. أدى الوضع المتوتر في الجمهورية إلى إلغاء نتائج الانتخابات من قبل المحكمة العليا. بعد ذلك تم التوصل إلى اتفاق مع منافسه السابق للدخول في الانتخابات معاً - باجابش بوصفه المرشح الرئاسي وخادجيمبا باعتباره مرشحاً لمنصب نائب الرئيس. تلقوا أكثر من 90 ٪ من الأصوات في الانتخابات الجديدة.
في يوليو 2006، شنت القوات الجورجية عملية بوليسية ناجحة ضد محافط جورجيا المتمرد من وادي كودوري، إمزار كفيتسياني. كفيتسياني، الذي تم تعيينه من قبل الرئيس السابق لجورجيا إدوارد شيفرنادزه، ورفض الاعتراف بسلطة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، الذي خلف شيفاردنادزه بعد الثورة الوردية. على الرغم من أن كفيتسياني قد فر من الاعتقال من قبل الشرطة الجورجية، تم استعادة وادي كودوري تحت حكم الحكومة المركزية في تيبليسي.
استمرت أعمال عنف متقطعة طوال سنوات ما بعد الحرب. على الرغم من وجود قوات حفظ سلام روسية في أبخازيا، إدعى المسؤولون الجورجيين بشكل مستمر أن قوات حفظ السلام الروسية كانت تحرض على العنف عن طريق إمداد المتمردين الأبخاز بالأسلحة والدعم المادي. دعم روسيا لأبخازيا أصبح واضحاً عندما أصبح الروبل الروسي عملة الأمر الواقع وبدء روسيا في إصدار جوازات سفر روسية لسكان أبخازيا.كما اتهمت جورجيا روسيا بانتهاك مجالها الجوي بطائرات الهليكوبتر لمهاجمة البلدات الخاضعة للسيطرة الجورجية في وادي كودوري. في أبريل 2008، أسقطت طائرة من طراز ميج الروسية - المحظورة من المجال الجوي الجورجي - طائرة جورجية من طراز UAV.
في 9 أغسطس 2008، أطلقت القوات الأبخازية النيران على القوات الجورجية في وادي كودوري. وتزامن ذلك مع حرب أوسيتيا الجنوبية 2008 حيث قررت روسيا أن تدعم الانفصاليين في أوسيتيا الذين تعرضوا للهجوم من جانب جورجيا. تصاعد النزاع ليصبح حرباً شملت الاتحاد الروسي وجمهورية جورجيا. في 10 أغسطس 2008، ما يقدر بـ 9,000 من القوات الروسية دخلت أبخازيا لتعزيز قوات حفظ السلام الروسية في هذه الجمهورية. حوالي 1,000 من القوات الأبخازية انتقلت لطرد ما تبقى من القوات الجورجية بداخل أبخازيا في أعالي وادي كودوري. وبحلول 12 أغسطس، طردت القوات الجورجية والمدنيين الجورجيين من آخر قسم أبخازي كان واقعاً تحت السيطرة الجورجية. واعترفت روسيا باستقلال أبخازيا في 26 أغسطس 2008. وعلاوة على ذلك، في 17 نوفمبر 2008، صدق البرلمان الأبخازي علي مشروع قانون يخول بناء قاعدة عسكرية روسية في أبخازيا في عام 2009.
منذ اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا، قامت هناك عدة اتفاقيات مثيرة للجدل بين الطرفين أدت إلى بيع أو تأجير عدد من المناطق الحدودية بين الطرفين. في مايو 2009، قامت عدة أحزاب معارضة وقوى جندية بالاعتراض على هذه الصفقات بحجة أن هذه الصفقات تمس باستقلال أبخازيا وخطورة هذه الاتفاقيات في استبدال القوة الاستعمارية الجورجية بالروسية. استقال نائب الرئيس راؤول خادجيمبا في 28 مايو لوقوفه إلى جانب المعارضة. بعد ذلك، رشح مؤتمر للأحزاب المعارضة راؤول خادجيمبا كممثل لهذه الأحزاب في الانتخابات الرئاسية الأبخازية التي أقيمت في ديسمبر 2009، حين فاز سيرغيه باغابش.
 
الوضع الدولي
 
الحكومة الفيدرالية الروسية ونيكاراجوا اعترفوا رسميا بأبخازيا بعد حرب اوسيتيا الجنوبية في 2008. جمهورية ترانسنيستريا الغير معترف بها وجمهورية اوسيتيا الجنوبية المعترف بها جزئيا اعترفوا بأبخازيا منذ عام 2006. أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وترانسنيستريا، والجمهورية الغير معترف بها ناغورني كاراباخ [بحاجة لمصدر] ينتمون جميعا إلى الجماعة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي مجموعة حاولت تعزيز قضية الدول الغير معترف بها التي جاءت من الاتحاد السوفياتي السابق. أبخازيا أيضا عضو في منظمة الأمم والشعوب الغير ممثلة (UNPO). سائر الدول ذات السيادة اعترفوا بأبخازيا كجزء لا يتجزأ من جورجيا ودعموا سلامة أراضيها وفقا للمبادئ الواردة في القانون الدولي على الرغم من أن بيلاروسيا وفنزويلا أعربوا عن تعاطفهم تجاه الاعتراف بأبخازيا. وكانت الأمم المتحدة قد حثت الجانبين على تسوية النزاع من خلال الحوار الدبلوماسي والتصديق على الوضع النهائي لابخازيا في دستور جورجيا. ومع ذلك، فإن حكومة الأبخاز الحالية تعتبر أبخازيا دولة ذات سيادة، حتي لو كانت معترف بها فقط من قبل روسيا ونيكاراجوا.في أوائل عام 2000، التمثسل الخاص للأمم المتحدة آنذاك للأمين العام ديتر بودن ومجموعة من أصدقاء جورجيا، يتكون من ممثلين لروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا قاموا بتقديم مسودة وقدموا وثيقة غير رسمية للأطراف محددا فيها تقسيم ممكن للاختصاصات بين السلطات الأبخازية والجورجية، علي أساس المبدأ الأصلي باحترام سلامة الأراضي الجورجية.و لكن الجانب الأبخازي لم يقبل قط بالوثيقة كأساساً للمفاوضات. وفي نهاية المطاف، سحبت روسيا أيضا موافقتها على الوثيقة. وفي عام 2005 وعام 2008، عرضت الحكومة الجورجية علي أبخازيا درجة عالية من الحكم الذاتي هيكل فيدرالي جائز داخل حدود ولاية جورجيا وسلطتها القضائية.
في 18 تشرين الأول / أكتوبر 2006 ،مرر مجلس الشعب في أبخازيا قرارا، يدعو روسيا والمنظمات الدولية، وبقية المجتمع الدولي للاعتراف باستقلال أبخازيا على أساس أن أبخازيا تمتلك كل خصائص الدولة المستقلة. قامت الأمم المتحدة بالتأكيد مجددا علي "التزام جميع الدول الأعضاء بسيادة واستقلال جورجيا وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا" وحدد المبادئ الأساسية لتسوية النزاعات التي تدعو إلى العودة الفورية لجميع المشردين ولعدم استئناف الأعمال العدائية.
تتهم جورجيا انفصاليين أبخازيا بقيامهم بإجراء حملة متعمدة من التطهير العرقي للجورجيين ما بين 200،000 إلي 240،000، مطالبة بدعم من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي (إعلان بودابست ولشبونة، إسطنبول)، والجمعية العامة للأمم المتحدة (القرار 10708) والعديد من الحكومات الغربية. كان مجلس الامن الدولي قد تجنب استخدام مصطلح "التطهير العرقي" لكنه اكد "عدم مقبولية التغيرات الديموغرافية الناجمة عن الصراع". وفي 15 مايو 2008 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار غير ملزم بالاعتراف بحق جميع اللاجئين (بما في ذلك ضحايا ما قيل عنهم ضحايا "التطهير العرقي") في العودة إلى أبخازيا، وحقوقهم في ملكيتهم الخاصة. انها "تأسف" للمحاولات السابقة للحرب بتغيير التكوين الديمغرافي، ودعت إلى "تطوير سريع لوضع جدول زمني لضمان سرعة العودة الطوعية لجميع اللاجئين والمشردين داخليا إلى ديارهم".
في 28 مارس 2008، كشف رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي عن الاقتراحات الجديدة لحكومته لأبخازيا : أكبر قدر ممكن من الاستقلال الذاتي ضمن إطار الدولة الجورجية، وجود منطقة اقتصادية حرة مشتركة، والتمثيل في السلطات المركزية بما في ذلك منصب نائب الرئيس مع الحق في الاعتراض على القرارات ذات الصلة بأبخازيا. الزعيم الأبخازي سيرغي باغابش رفض هذه المبادرات الجديدة باعتبارها "دعاية اعلامية"، مما أدى إلى وجود شكاوى جورجية بأن هذه الشكوك "نجمت عن روسيا، وليس عن المزاج الحقيقي للشعب الأبخازي".
و في 3 يوليو 2008، الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي مررت قرارا في دورته السنوية في الأستانا، معربا عن قلقه ازاء التحركات الروسية الأخيرة في ابخازيا الانفصالية. ودعا القرار السلطات الروسية بالامتناع عن الحفاظ على العلاقات مع الأقاليم الانفصالية "على أي نحو من شأنه أن يشكل تحديا لسيادة جورجيا"، وكما تحث روسيا "على الامتثال لمعايير منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وقواعد القانون الدولي المتعارف عليها بالنسبة للتهديد أو باستخدام القوة لتسوية النزاعات في العلاقات مع بقية الدول المشاركة. "
 
التدخلات الروسية
 
خلال النزاع بين جورجيا وأبخازيا، قامت السلطات والقوات العسكرية الروسية بتزويد الجانب الانفصالي بنقل الجنود وتقديم المساعدات العسكرية لهم. اليوم، لا تزال روسيا تحافظ علي علاقات سياسية قوية ونفوذ عسكري علي الانفصاليين الذين يحكمون أبخازيا.كما قامت روسيا بإصدار جوازات سفر لمواطني أبخازيا منذ عام 2000 (حيث أن جوازات السفر الأبخازية لا يمكن أن تستخدم للسفر الدولي)، وبعد ذلك قامت بدفع معاشات التقاعد وغيرها من الفوائد النقدية. أكثر من 80 ٪ من سكان أبخازية كانوا قد استلموا جوازات سفر روسية بحلول عام 2006. مثل المواطنين الروس الذين يعيشون في الخارج، لا يدفع الأبخازيين الضرائب أو يخدموا في الجيش الروسي. تم إصدار نحو 53،000 جواز سفر أبخازي اعتبارا من أيار / مايو 2007.
المحت موسكو، إنها في أوقات معينة، قد تعترف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عندما اعترفت الدول الغربية باستقلال كوسوفو مشيرا إلى أنها أوجدت سابقة. في أعقاب إعلان استقلال كوسوفو أصدر البرلمان الروسي بيان مشترك نصه : "الآن وبعد أن أصبح الوضع في كوسوفو سابقة دولية، ينبغي أن تأخذ روسيا في الاعتبار سيناريو كوسوفو... عند النظر في النزاعات الجارية في الإقليم."  في البداية واصلت روسيا تأخير اعتراف بكل من تلك الجمهوريتان. ومع ذلك، في 16 نيسان / أبريل 2008، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنتهية ولايته بتوجيه حكومته لتكوين علاقات رسمية مع أوستيا الجنوبية وأبخازيا، مما أدي إلي إدانة جورجيا لما وصف بمحاولة لـ " ضم بحكم الأمر الواقع"وإلي انتقاد الإتحاد الأوروبي والناتو والعديد من الحكومات الغربية.
الروسية المرسوم الرئاسي رقم 1260 الاعتراف باستقلال الأبخازية
في وقت لاحق من نيسان / أبريل 2008، اتهمت روسيا جورجيا بمحاولة استغلال دعم الناتو من أجل السيطرة على أبخازيا بالقوة، واعلنت انها سوف تزيد من وجودها العسكري في المنطقة، وتعهدت بالرد عسكريا على جهود جورجيا. قال رئيس الوزراء الجورجي لادو جيرجندايز ان جورجيا سوف تعامل أي قوات إضافية في أبخازيا كـ"معتدين".
وردا على غزو أوسيتيا الجنوبية، دعت الجمعية الاتحادية لروسيا لعقد دورة استثنائية في 25 آب / أغسطس 2008 لمناقشة الاعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. تبعه قرار بالإجماع صدر من قبل مجلسي البرلمان ودعا الرئيس الروسي إلى الاعتراف باستقلال الجمهوريات الانفصالية، 
اعترف الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ،بكلاهما في 26 أغسطس 2008. تم التنديد بالاعتراف الروسي من قبل دول الناتو ورئيس منظمة مجلس الأمن والتعاون الأوروبي، ودول المجلس الأوروبي بسبب " انتهاك السلامة الإقليمية والقانون الدولي" غير أنه سرعان ما أشار إلى أن الدول التي قد أدانت في وقت سابق كانت قد تجاهلت تحذيرات روسيا تسرع في الاعتراف باستقلال كوسوفو المنشق عن صربيا وعلى الرغم من كونه أحد الموقعين على قرار الأمم المتحدة 1244 (يدعو إلى احترام " سلامة ووحدة اراضي" صربيا) ذكر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن الدول ذات السيادة يجب أن تبت في الاعتراف بالاستقلال.
 
التدخلات الدولية
 
الأمم المتحدة قد لعبت أدوارا مختلفة أثناء النزاع وفي عملية السلام : دور عسكري من خلال بعثة المراقبة (UNOMIG "مفوضية الأمم المتحدة لمراقبة الوضع في جورجيا) ؛ أدوار دبلوماسية مزدوجة من خلال مجلس الأمن وتعيين مبعوث خاص، نجحت من قبل التمثيل الخاص للأمين العام ؛ دور إنساني (UNHCR "وكالة الأمم المتحدة للاجئين  و UNOCHA "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية")، دور تنموي (UNDP "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي")، دور حقوق الإنسان (UNCHR"وكالة الأمم المتحدة للاجئين")، ودور ذو قدرة منخفضة وبناء ثقة في (UNV "متطوعو الأمم المتحدة ").كان موقف الأمم المتحدة أنه لن يكون هناك تغيير قسري في الحدود الدولية. يجب أن يتم التفاوض بشأن أي تسوية بحرية وعلى أساس من الحكم الذاتي لأبخازيا ويتم تشريعه عن طريق الاستفتاء تحت المراقبة الدولية بمجرد عودة الأعراق السكانية المتعددة.ووفقا للتفسيرات الغربية أن التدخل لا يتعارض مع القانون الدولي منذ قيام جورجيا، بوصفها دولة ذات سيادة لها الحق في تأمين النظام على أراضيها، وحماية وحدة اراضيه.
منظمة الأمن والتعاون الأوروبي تعهدت بشكل متزايد في حوار مع المسئولين وممثلين المجتمع المدني في أبخازيا، بخاصة من قبل الجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام، فيما يتعلق بمعايير ومقاييس الإنسانية ويعتبر حاضرا في جالي.و أعربت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي عن قلقها وإدانتها للتطهير العرقي للجورجيين في أبخازيا خلال عام 1994 من قبل قرار مؤتمر القمة في بودابست  وبعد ذلك في إعلان مؤتمر قمة لشبونة في عام 1996.
الولايات المتحدة ترفض الانفصال من جانب واحد لأبخازيا وتحث على اندماجها في جورجيا باعتبارها وحدة مستقلة. في عام 1998 أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتخصيص ما يصل إلى 15 مليون دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية في منطقة غالي في حال إحراز تقدم كبير في عملية السلام. الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID" كانت قد مولت بعض المبادرات الإنسانية لأبخازيا. قامت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بزيادة كبيرة في دعم وجودها العسكري على القوات المسلحة الجورجية لكنها اكدت انها لن تتغاضى عن أي تحرك في اتجاه فرض السلام في أبخازيا.
و في 22 أغسطس 2006، قام السيناتور ريتشارد لوجار، آنذاك بزيارة تبليسي عاصمة جورجيا، وانضم للسياسين الجورجيين في انتقاد بعثة حفظ السلام الروسية، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية تؤيد اصرار حكومة جورجية على سحب قوات حفظ السلام الروسية من مناطق النزاع في ابخازيا ومنطقة تسكينفالي. "
في 5 أكتوبر 2006، إستبعد خافيير سولانا الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي، احتمال استبدال قوات حفظ السلام الروسية مع قوات الاتحاد الأوروبي." وفي 10 تشرين الأول / أكتوبر 2006، اشار مبعوث الاتحاد الأوروبي في جنوب القوقاز بيتر سيمنيبي إلى ان "تصرفات روسيا في التجسس علي الصف الجورجي قد أضر بمصداقيتها كوسيط محايد في حفظ السلام التابعة لمنطقة جوار البحر الأسود التابع للإتحاد الأوروبي"
يوم 13 أكتوبر 2006، تبنى مجلس الامن بالإجماع قراراً، استناداإلى مسودة مجموعة من الأصدقاء للأمين العام لمشروع تمديد بعثة مراقبي الأمم المتحدة"UNOMIG" حتى 15 نيسان / أبريل 2007. وإذ تعترف بأن "بالوضع الجديد والمتوتر"كان سببه، على الأقل جزئيا، القوات الخاصة الجورجية في وادي كودوري الأعلى، وحث القرار الدولة لضمان عدم تواجد القوات غير المسموح بها من قبل اتفاقية موسكو لوقف إطلاق النار في تلك المنطقة. وحثت قيادة الجانب الأبخازي على أن توجه بجدية الحاجة إلي عودة كريمة وأمنة للاجئين والمشردين داخليا وعلي أن تطئن السكان المحليين لمنطقة جالي بأنه سيتم احترام حقهم في الإقامة وهويتهم.الجانب الجورجي " ومرة أخرى تم الحث على التعامل بجدية مع المخاوف الأمنية المشروعة لأبخازيا، وذلك لتجنب الخطوات التي يمكن أن ينظر إليه على أنها تهديد، والامتناع عن اللهجة المتشددة والأعمال الاستفزازية، وخاصة في شمال وادي كودوري". ودعا كل من الطرفين لمتابعة مبادرات الحوار، وكذلك حثهم على الامتثال التام لجميع الاتفاقيات السابقة بشأن نبذ العنف وبناء الثقة، ولا سيما تلك المتعلقة بفصل القوات. وفيما يتعلق بالدور المتنازع عليه من قوات حفظ السلام التابعة لرابطة الدول المستقلة، شدد المجلس على أهمية توثيق التعاون الفعال بين بعثة مراقبي الأمم المتحدة و تلك القوة وتطلعت أن يقوم جميع الأطراف على مواصلة تقديم التعاون اللازم لهما. في الوقت نفسه، تم التأكيد علي الوثيقة من جديد "التزام جميع الدول الأعضاء بسيادة واستقلال جورجيا وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا"
فإن هالو ترست، وهي منظمة دولية غير ربحية متخصصة في إزالة مخلفات الحرب، ونشطت في أبخازيا منذ عام 1999 وانتهت من إزالة الألغام الأرضية في سوخومي وفي منطقة جالي. وقد خططت لانهاء عملياتها في 2007/2008، وأن تعلن أبخازيا منطقة "خالية من تأثير الألغام".
المنظمة الأهلية الرئيسية التي تعمل في أبخازيا هي فرنسية علي أساس المنظمة الأهلية الدولية وقامت منظمة Première-Urgence بتنفيذ برامج إعادة تأهيل وإنعاش للاقتصاد لدعم السكان المتضررين من جراء الصرعات المتجمدة لأكثر من ما يقرب من 10 سنوات.
 
حكومة الجمهورية الأبخازية
 
في العهد السوفيتي كانت أبخازيا الاشتراكية السوفيتية تقسم إلى 6 raion مقاطعات تسمي علي أسماء مراكزهم، غاغرا، غودوتا، سوخومي، وأوشامشيرا، جليربش وغالي.
بحكم القانون تقسيم مناطق أبخازيا ذي الحكم الذاتي في جمهورية جورجيا لا تزال على حالها
التقسيم الإداري للجمهورية أبخازيا الغير المعترف بها هو نفسه، باستثناء واحد - مقاطعة تكفارشيلي الجديدة تكونت من مقاطعة أوشام شاير وغالي في عام 1995.
رئيس الجمهورية يعين رؤساء المقاطعات من هؤلاء المنتخبين في جمعيات المقاطعات. حيث يتم انتخاب رؤساء القرى الذي يعينهم رؤساء المقاطعات.
مجلس الشعب يتكون من 35 عضوا منتخباً، وتم منحه سلطات تشريعية.آخر انتخابات برلمانية جرت في 4 مارس 2007. فإن الأعراق الأخرى غير الأبخاز (الأرمن والروس والجورجيين) يعتقد أن تمثيلهم في المجلس أقل من المفترض حيث وصل عدد من البرلمانيين من هذه الإثنيات أقل من حصتهم في هذه الجمهورية.
حوالي 250،000 من السكان من أصل جورجي في أبخازيا منعوا من الاستقرار في المنطقة من قبل النظام الأبخازي، وعدم تمكنهم من المشاركة في الانتخابات.
و صرح مسؤولون أبخاز أنهم قد قدموا لروسيا الفيدرالية مسؤولية تمثيل مصالحها في الخارج.
 
الحكومة في المنفى : حكومة جمهورية أبخازيا المستقلة ذاتيا
 
حكومة جمهورية أبخازيا المستقلة ذاتيا، هي حكومة في المنفى حيث تعترف جورجيا بها كحكومة أبخازيا الشرعية. حافظت الحكومة الموالية لجورجيا علي موطيء قدم في الأراضي الأبخازية، في الحزء الأعلي من وادي كودري من يوليو 2006 حتي تم إجبارها علي الخروج عن طريق القتال في أغسطس 2008.كما أن الحكومة مسؤولة جزئيا عن شؤون 250،000 بعض النازحين الذين أجبروا على ترك أبخازيا بعد الحرب في أبخازيا والتطهير العرقي الذي تلي ذلك. رئيس الحكومة الحالي هو مالخاز أكيشبايا.
خلال الحرب في أبخازيا، قامت حكومة جمهورية أبخازيا المستقلة ذاتيا التي كان يطلق عليها آنذاك "مجلس وزراء أبخازيا"، بترك ابخازيا بعد أن سيطرت القوات الانفصالية الأبخازية علي عاصمة المنطقة سوخومي ونقلها إلى عاصمة جورجيا تبيليسي حيث كانت تعمل بوصفها حكومة أبخازيا في المنفى منذ نحو 13 عاما. خلال هذه الفترة، حكومة أبخازيا في المنفى برئاسة تاماز نادرشيفيلي، وكان معروفا عنهم الموقف المتشدد تجاه المشكلة الأبخازية، وكثيرا ما أعربوا عن رأيهم بأن حل الصراع لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الرد العسكري لجورجيا على الانفصاليين. [بحاجة لمصدر] وفي وقت لاحق ،إدارة نادرشيفيلي تورطت في بعض الجدل الداخلي وعدم وجود دور نشط في السياسة الأبخازية [بحاجة لمصدر] حتى يتم تعيين رئيس جديد، إراكلي ألاسانيا، من قبل رئيس جورجيا، ميخائيل ساكاشفيلي، مبعوثه في محادثات السلام عن أبخازيا.